الجمعة، 1 يوليو 2011

مرثية إلى محمود درويش

مرثية إلى محمود درويش
                                         
الآن وقد مت... فمن يدفع عنا شر هؤلاء ؟
من يجيب ومن يسمع النداء؟
من يخلد ذكرى هؤلاء الشهداء ؟
من سوف يمشى بيننا ساعة الظهيرة
ثم يقول قصيدة قصيرة
فتتحول أشعة الشمس الحارقة إلى قطرات ماء؟
                                          
 
 للموت أنماط مختلفة:
فهناك من يموت جوعاً
ومن يموت رميا بالرصاص
ومن يفجر نفسه بين المغتصبين
دفاعا عن فلسطين
أما أنت فقد مت
ولا تزال أمك تنزف الدم
مت وبداخلك ألف هم.
 

قبل رحيلك كانت فلسطين
تقف على قدميها
تحمل على رأسها قلة ماء
وفى يدها بندقية
الآن وقد مت
سقطت على الأرض
فانكسرت قلتها
وضاعت البندقية.
 

كنت مثل برسيوس
تقلب السحر على الساحر
ولكن في المرة الأخيرة أصابك الوهن
لأنك قد اشتقت إلى الشهداء الراحلون
تريد أن تملأ عينيك بالنظر إليهم
وتتحاورون.
رغبتك في أن تخلق من اللا وجود وجود
كانت أقوى من رغبتك في الخلود.
 

في التاسع من أغسطس كل عام
يأتي إليك الموت في صورة شبح
حاملا سيفه
يريد أن يقطع رقبتك
فتخرج له "بطاقة الهوية"
فيعرف أنك ابن فلسطين الوحيد
فيقول:" دمك حرام أيها السماوي الطريد".
 

في المرة الأخيرة جاءته أنباء
عن انقسام أمك على ذاتها
عن احتضارها
فانتهز الفرصة
 واختطفك بعيدا عن عينها
وهى ترقد فى غرفة العمليات
يلتف حول سريرها
عصابة من الحاخامات
يضعون السم في عبوة الجلوكوز
التي تعينها على البقاء
ووسط هذا الهباء،
اختطفك بعيدا عن تلكم الأم الشريد
و فعل بك ما يريد.
 
 
وبعد أن سمعت أمك النعي
في أجهزة الراديو
وقفت على قدميها
استعدادا للدفاع
بالحجارة لا الذخيرة   
حتى اللحظات الأخيرة
أمسكت بكل حاخام من لحيته الكثيفة
وقالت:" ولدى سوف يدفن في فلسطين".
فلتفرح‘ أليس هذا ما كنت ترتجيه؟
أليس هذا ما كنت تشتهيه؟
نم أيها الفارس الضليل واستريح  
 نم على باب القيامة
أيها الصقر الجريح.
 
بقلم محمود الباجورى

هناك 5 تعليقات:

  1. مرثية رائعة بجد .. تفيض حزن لراقه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

    سلم اختيارك الرائع عزيزي علاء .. أرق التحايا

    ردحذف
  2. في كل مرة اختياراتك ممتعة مدهشة

    إن لمحمود درويش وقع يختلف عن كونه فقط شاعر في نفوس الفلسطينين وكل العرب..

    هو رمز وتذكار لكل الأحرار

    ستبقى قصائده بيننا تحيا وتُحينا
    وسنبقى ننهل منها عبق الحرية
    فهو لم ينسَ يوما موطنه فكيف تنساه فلسطينا

    أشكرك

    ردحذف
  3. بعض الحزن جميل ! مفارقة غريبة . ايها الغريب

    شكرا لك

    ردحذف
  4. كلماتك معبرة جدا ، و اتمنى أن نقرأ عندك يوما قصيدة نحتفل بها بتحرر فلسطين ، دمت بخير

    ردحذف
  5. شعر معبر وجميل ومؤلم في نفس الوقت ، رحم الله شاعرنا الكبير محمود درويش .

    ردحذف