الأربعاء، 27 أبريل 2011

قصة قصيرة

التقيا فى الجامعة , كانا يدرسان الادب الانجليزى سويا, تصارحا بحبهما فى اول يوم تلاقيا ,وجد كل منهما ضالته فى الاخر,وبدات قصة حب غير عادية.
 كل شبر من فناء الجامعة يحمل اثرا لحبهما,قبلتهما الاولى تحت شجرتهما المفضلة ,ممرات الجامعة التى شهدته مناضلا ثوريا يقود المظاهرات الطلابية وهى تهتف وراءه ايمانا واعجابا .كانا يرفضان تشبيه قصتهما باى من قصص العشق الخالدة فى التاريخ,كان حبهما اقوى اثرا واكثر ابدية.
  ومرت سنوات الجامعة الاربعة,طلبت ان يتقدم لخطبتها فرفض ,ردت مبهوتة : الا تحبنى؟
- بل اعشقك
- لارى فيما تقول من ايات العشق شىء
رمقها بنظرة حانية ثم شخص ببصره فى الافق البعيد امامه وتمتم بكلمات ملؤها الحزن,فى هذا الزمن المجنون ,يصبح كل شىء مستباح ,زوار الفجر يزورونا بلاموعد ,لااستطيع ان امنع صفعة على وجهى امامك ,اوسوطا على ظهرى او سبة بحق امى ,لا استطيع ان اردهم ان هم قرروا اخذى من بين احضانك عارى الجسد , لا استطيع ان امنع عيونهم من اختراق جسدك ,وربما ...........
اجابت منفعلة انك تحمل الامور اكثر مما تحتمل ,يمكننا الرحيل الى بلد اخر ,ناكل ونشرب وننحافظ على حبنا
قاطعها بنفس اللهجة المنفعلة ,ناكل ونشرب ونمارس الحب ثم نموت ,تماما كالبهائم بلاوطن ,بلاقضية
-انك تهرب من المسئولية
-الذى تسمينه هروبا هو فى الواقع قمة المسئولية
وافترقا ,ومرت سنون اعتقل معظم ايامها وخرج مشتاقا لرنين صوتها , رفع سماعة الهاتف ,رد صوت على الجانب الاخر
-عذرا سيدى ,لايمكنك ان تحادثها ,لقد سافرت مع زوجها الى الخليج منذ سنوات
لم يستطع ان يمنع دمعات انسابت على خديه ,اسند ظهره للخلف, ثم اغمض عينيه , وعاد بذاكرته للوراء ........................................................................لايام الجامعة.
                                                                    
     انا و حمدى
رغم اننى انتمى للفئة العمرية التى واكبت الانفجار التكنولوجى وثورة المعلومات الا اننى بقيت دوما على مسافة من الوسائل التكنولوجية المتاحة . فانا- وللاسف الشديد- لا اشعر بقيمة مااكتب الا حينما تحتضن يمناى قلمى لينساب على صفحة بيضاء يعبر صادقا عما يختزنه ضميرى .ولولا الصديق الوفى حمدى جعوان لما اتخذت هذه الخطوة وما رات هذه المدونة النور.
    التقيت حمدى لاول مرة منذ ست سنوات حين كنا مجندين بالقوات المسلحة المصرية , كان صامتا معظم الوقت ,ترتسم على صفحة وجهه البرىء ايات الحزن والالم ,حين تحادثه تستشعر ثورة كامنة تنتظر ظرفا مهيا كى تفور وتعبر عن نفسها.
  وجدت شخصا يشبهنى يعتصره الالم مثلى على وطن مهلهل ضائع,لم تكد تغمرنا السعادة ونحن نبصر انفسنا مدافعين عن الوطن حتى يطاردنا الياس من كل جانب ونشعر بعبثية العام المنقضى دون فائدة ,كانت تتواتر الانباء عن مقتل ستة جنود مصريين من سلاح حرس الحدود برصاص الجنود الصهاينة ,قالت اسرائيل ان ذلك تم بطريق الخطا وقوبل ذلك بصمت رسمى مشين وكان هؤلاء القتلى يتبعون دولة مدغشقرمثلا. وفى هذه الاثناء بثت الجزيرة شريطا لجنود مصريين اسرو فى العام 67 وقتلوا بدم بارد على ايدى جنرالات صهاينة وكان نفس الصمت المخزى من قبل المؤسسة الحاكمة.ايقنا وقتها اننا هناك لا لنذود عن تراب الوطن بل لنحمى عرش الفرعون
  ومرت سنة التجنيد بحزنها وكمدها والتقينا ,تحادثنا كثيرا ,اطلعته على كتاباتى واستمتعت بكتاباته ورسومه الكاريكاتيرية المعبرة ,بكينا سوينا ونحن نقرا فاروق جويدة هذه بلاد لم تعد كبلادى رثاء فى شبابنا الذى فقد حياته على شواطىء اليونان فى رحلة البحث عن ارض جديدة لاتستبيح كرامته وعناده ,حلمنا سويا بجريدة تعبر عن اوجاع الفقراء ,بعمل جدى يفضى لنتائج ,بثورة تعم البلاد من اقصاها الى اقصاها ,حلمنا احلاما جمة لم يتحقق منها شىء.
      وسافرنا ...........   ارتحلنا لبلاد غريبة نطارد لقمة العيش بعيدا عن الوطن البخيل الذى باع صباه لحفنة القوادين من رجال السلطة والمعارضة اللعوب ,والاغلبية الكاسحة من الشعب تلهث فى طوابير الخبز لاتجد حق الرغيف.وحين لاحت فى الافق بوادر الثورة كان حمدى اول من جال بخاطرى وكان اول من هاتفت عقب تنحى الفرعون
   اخيرا تحقق الحلم ياصديقى ,طالت فترة المخاض ولكن مخلوقا جميلا جاء الى الكون فى الخامس والعشرين من يناير.حفظ الله مصرنا ابية ذكية وحفظك ياصديقى مخلصا وفيا.
                                                                      

الأحد، 24 أبريل 2011

السلام عليكم
كل الشكر والتقدير للصديق الحبيب والمقرب الذى يشعرنى ان العالم لايزال بخير حمدى جعوان له كل التحية